بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء
الي جمهور وعشاق فن الفنان الراحل عيسى الاحسائي
اهدي هذه الذكريات الجميلة والسيرة الفنية الاجمل والتي اختزنتها ذاكرتي في حقبة زمنية مضت كانت مليئة با الحضور البهي والابداع الفني الحقيقي ولكم
جميعآ كل الحب..
علي بن محمد القحطاني
في حي (( الفوارس )) با ألاحساء في النطقة الشرقية شهد التاريخ الفي مولده
لم يكن احد يعرف ان ذلك الطفل عيسى بن علي بوسرور سيصير فيما بعد مدينة متكاملة من الفن والطرب مدينة تمشي على الارض وتنتقل بين العواصم الخليجية
والعربية في زهو المبدعين الذين يؤثرون في الناس ابلغ التأثير لكن الطفل الذي نمت بداخله شجرة الموهبة ما لبث ان كبر وما لبث ان تحول الى شاب يافع يتنفس الموسيقى كما الهواء ويشدو بصوت عذب كما الطيور تعرف على ابجديات الفن من خلال دراسته لآلة العود وفي وقت اقل من قصير كان عوادآ له مذاقه الموسيقي الخاص وله ايقاعاته المتفردة عرفه الجميع صوتآفيه من الجمال والعذوبة ما لم يكن لسواه فهو الشدو حينما تحن الذاكرة للبلابل وهو العذوبة حينما تتجرع الاذان المتعطشة ماء الطرب لقد عاش عيسى الاحسائي في مدينة الاحساء التي انتمى اليها من خلال ربطها باسمه عاش فيها خلال النصف الاول
من حياته لكنه حين تزوج زيجته الثالثة انتقل الى مدينة الدمام ولآن زوجته الثالثة
من تلك المدينة الساحلية صار له بيتآاخر في الدمام وبين الاحساء والدمام ظل
متنقلآ تنقل الطيور من شجر الى شجر ومن غصن الى اخر كان عيسى في ذلك
الوقت صوتآغنائيآ يملآ الآفق وسيرته تبدو كما لوكانت صحيفة يتداولها كل من
يحب الغناء الشعبي الاصيل ويهفو الى عذوبة الآصوات الخالدة كنت كمثل الكثيرين من محبي الغناء استمع الى اعمال عيسى الغنائية اعجب بها واطرب لها اشد الطرب كنت با الفعل من اشد المعجبين بصوته وبخطه الفني الذي سلكه
بدون تقليد الاخرين كان نجاحات عيسى تزداد يومآبعد يوم واغنية بعد اغنية وفي تلك الاثناء لم اكن اعرفه لم يكن قد كتب لنا ان نلتقي بعد لكن يبدوان
القدر كان يعد لنا تفاصيل هذا القاء بشكل ليس له مثيل كنت انتظر لحظة اللقاء
بصاحب ذلك الصوت الطربي واشعر انه مثلي تواق لنفس اللقاء فما اجمل ان يلتقي
الشعر با الموسيقى وتلتقي الحنجرة الدفئة با الدفء الذي يتناثر من مفردات الشعر وعذب الكلام لكني ظللت معجبآ يملؤني من الداخل احساس عفوي بأن وقت الذروة الفنية لن يطول وفي اواخر الستينات وفي احدى سفراتي قدمت من
الكويت قاصدآ الاحساء ومع صديقي سالم بن هادي المري ذهبنا الى مدينة العيون كنا ننوي زيارة صديق لنا هناك فقد كان صديقنا الذي ذهبنا اليه يدعى
سعود عبد العزيز وهو من اهل العيون ما زلت اذكر رغم مرور السنوات حفاوة
الاستقبال الذي احاطنا به ذلك الصديق كان الليل يقتسم معنا اجمل القصائد وكان
السمر هو الفضاء الواسع الذي يتزين با الشعر ويتغنى با المفردات ولاننا كنا في ليل العيون لم يكن من السهل ان يمضي الحديث سدى بذون ان يجر حلاوة الكلمات التي تستذكر عيسى الاحسائي لانه من صلب ذلك المكان ومن نباتات تلك الارض الساحلية التي تغتنم من كف البحر حلو الهواء تذكرنا بعيسى بكل ما
يحلو للمعجبين ان يقولوا عن نقطة انطلاق اعجابهم دار الحديث طويلآ عن فنه عن
صوته عن لحظات الطرب التي يعطيها بصوته لكل من يستمع اليه وعن اختياره
للكلمات التي تمس شغاف القلوب وهنا علت ابتسامة الفخر وجه صديقنا المضيف
صديقنا الذي نزلنا عليه ضيفان في رحاب (( العيون )) وقال انه يعرف عيسى حق المعرفة وتربطه به علاقة صداقة لحظتها شعرت بأن المسافة بيننا تلاشت الى حد
الزوال وان موعد لقائنا الذي يتشكل في الخيال سوف يتحول الى حقيقة ...اخذنا
ذلك الصديق الى حيث بيت عيسى الى المكان الذي تسكن فيه الموسيقى وتزين
حوائطه حروف الشعر الذي تفوح منه رائحة الغناء كان الطريق طويلآرغم القصر
لاننا فقط هيأنا انفسنا با اتجاه لحظة اللقاء.وصلنا الى الاحساء وبعثرنا الخطى
فيها متجهين الى حي (( الفوارس )) ذلك الحي الذي تعود على صوت عيسى وعرفت بيوته انات عوده الشجي الشفيف..وعندما وصلنا منزله وجدنا رجلا جالسآامام الباب ذلك الرجل عرفنا فيما بعد انه عم عيسى استاذنا من ذلك الرجل
الجالس فرحب بنا وادخلنا الى المنزل وبا الدخل استقبلنا الفنان بحفاوة عربية
لاتشبه سوانا من البشر......